الاضطرابات النفسية للأطفال ( الاسباب - التشخيص - العلاج )
يمر الإنسان خلال نموه بعدة مراحل ، أهمها مرحلة الطفولة نظراً لأهميتها الخاصة في حياة الفرد. ففي مرحلة الطفولة توضع البذور الأولى لشخصية الطفل ويتكون الإطار العام لشخصيته، ولهذا يكون لها الأثر الأكبر في تشكيل شخصيته في المراحل اللاحقة. فمنذ بدايات علم النفس الحديث وجدت دراسات الطفولة طريقها إلى النور كمدخل تاريخي لفهم الاضطرابات النفسية لدى الراشدين، وبهذا يشكل التاريخ النمائي للفرد القاعدة الأساسية التى يبني عليها علماء النفس تشخيصهم الحالي للاضطراب وفق ما يسمي بأسلوب تاريخ الحالة.
فإذا كانت الطفولة فرح ومرح ودعابه.. سيكون الطفل منطلق خالي من المتاعب والهموم، ومرح دائم، ودعابة. إلا أنها قد تكون مصدر شقاء وتعاسة الفرد طوال حياته فيما بعد. حيث أجمعت نظريات علم النفس على أن سنوات الطفولة هي أساس تكون الشخصية الراشدة المتوافقة - ومن ثم - إذا كانت سنوات الطفولة سوية كان الشخص في مراهقته ورشده ناضجاً ومنتجاً.. وبالعكس تسهم مشكلات الطفولة في نشأة الاضطرابات النفسية والعقلية .
ما تعريف الاضطرابات والمشكلات النفسية لدى لأطفال
هي تلك الصعوبات والمعوقات الجسمية والنفسية والاجتماعية التى تقف في طريق تحقيق الطفل لحاجاته ومتطلباته وتعوقه عن التغلب علي تحديات وصراعات مرحلة الطفولة، ومن ثم تجعله غير متكيف مع بيئته، وغير متوافق مع الآخرين سواء في المنزل أو في الصحبة وفي المدرسة، مما يؤدي إلي انعزاله عن المجتمع ومن ثم حاجته إلي الرعاية والتوجيه والعلاج.
ولكن متى نقول أن هذا الطفل أو ذاك يعاني من مشكلة أو اضطراب نفسي معين؟
هناك عدة حقائق ترتبط بتحديد مشكلات واضطرابات الطفولة منها:
1- السلوك الذي يعتبر عادياً في سن مبكر يصبح من علامات سوء التوافق إذا لازم الطفل عندما يكبر.
2- إن أعراضاً معينة كالتبول اللاارادي والمخاوف النوعية أقل حدوثاً عند كبار الأطفال على العكس من أعراض ضعف الانتباه وأحلام اليقظة.
ومن ثم هناك عدة معايير للطفل المضطرب أو المشكل وهي كما يلي:
ويجب علينا أن نكون واعين لحقيقة أن الفرق بين الطفل السوي والطفل المشكل أو المضطرب هو فرق في الدرجة وليس في نوع الاضطراب.
فكثير من الأطفال يشعرون بالخوف عند رؤية شيئ ما ولكن هذا الخوف يزول تدريجيا بزوال سبب الخوف، ولا يعوقهم هذا الخوف عن أداء واجباتهم، أما لدى الطفل المشكل يؤدي به الخوف إلى عزلته وإعاقته عن أداء واجباته.
3- إن أعراضا انفعالية معينة تعتبر أمراً عادياً بالنسبة لصغار الأطفال دون الخامسة، ولكنها تعتبر من علامات اضطراب القيم إذا ظهرت عند الأطفال الكبار.
4- إن بعض الأعراض ترجع إلي أسباب أو مواقف صعبة تزول بزوال هذه الأسباب أو المواقف المؤقتة، وسرعان ما يعود الطفل إلي التوافق العادي.
ومن هنا يمكننا القول بأنه إذا أظهر الطفل سلوكاً معيناً وإنخرط فيه بشكل مبالغ وترتب علي ذلك السلوك إعاقة الطفل عن أداء واجباته المطلوبة منه ومن ثم نال على ذلك عقوبات رادعة من أفراد أسرته أو من مدرسيه أو من المجتمع ككل ولم يمكنه التخلص من ذلك السلوك.. هنا نصف هذا الطفل بأن لديه مشكلة أو اضطراب نفسي معين.
1- اضطرابات سلوكية:
وهذه تتضمن عدة فئات فرعية من اضطرابات النوم، اضطرابات الطعام، اضطرابات التبول والتبرز، اضطرابات الكلام، اضطرابات الحركة، اضطرابات الجنس، والاضطرابات الاجتماعية.
2- اضطرابات عصابية:
وهي تتضمن القلق النفسي، الهستيريا، الوسواس القهري، الاكتئاب العصابي.
3-اضطرابات ذهانية وظيفية:
وتشتمل على الاضطرابات التالية:
أ-الاضطرابات الوجدانية في الطفل ومنها:
الاكتئاب المصحوب بالخوف، الاكتئاب المنفرد، الاكتئاب المصحوب بالتبول الليلي اللاارادي، الاكتئاب الهوسي.
ب- فصام الطفولة: وتشتمل على:
1- ذهان الطفولة المتأخرة
2- ذهان الطفولة المتوسطة
3- ذهان الطفولة المبكرة
تعتمد معالجةُ الاضطرابات المتخلفة على نوع ومدى شدَّة أو خطورة الاضطراب.
هناك العديدُ من الأنواع المختلفة للعلاج بالتكلُّم. ويمكن للجهة التي تقدِّم الرعايةَ المساعدة على اتِّخاذ القرار حول أفضل نوع للعلاج بالتكلُّم للطفل.
وينبغي التحدُّثُ مع الجهة التي تقدِّم الرعاية للطفل لمعرفة المزيد عن الأنواع المختلفة للأدوية. يتَّفق معظمُ الخبراء على أنَّه لا ينبغي أن يقتصر علاجُ هذه الاضطرابات على الأدوية وحدها، حيث يجب أن يشمل العلاج شكلاً من أشكال العلاج بالتكلُّم والتدبير السلوكي.
في غالب الأحيان، يكون علاجُ الاضطراب الأكثر نجاحاً عند إشراك عائلة الطفل، حيث يمكن أن يتعلَّم الأهلُ وأفراد الأسرة تقنيات تساعدهم في تدبير مشكلة سلوك طفلهم.
وفي النهاية قد لا يخفى علينا أن القرآن الكريم هو سر الراحة النفسية لدى الانسان وأن التربية السليمة منذ ولادة الطفل ينشأ جيلا صالحا و التحدث دائما مع الاطفال والمداعبة ومشاركتهم اللعب يخفي كثير من المشاكل النفسية والصحية والكثير الكثير من التعاملات اليومية في حياتنا .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire