مجلة الطفولة النفسية

للمرأة حقوق أساسية في الإسلام تتجاوز الحقوق التي تضمنتها وثائق الحقوق .
الإسلام بنى أسس لتكريم المرأة وحفظ حقوقها، والعناية بها وحمايتها، وإعلاء مكانتها، مقارنة بين ما كانت عليه المرأة قبل الإسلام من امتهان، وما نالته من تكريم وحماية في ظل الدين الإسلامي أمر واضح وجلي ولا يشوبه أي شائبة ’ وذلك ما سنوضحه في هذه المقالة على أنَّ كلاً من الرجل والمرأة في ظل الإسلام ينظمان حياتهما وفق ما ورد في كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث ساوى الله سبحانه بينهما في الجزاء: يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فلتحيينه حَيَاةً طَيِّبَةً ولنجزينهم أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] كما أن القرآن الكريم يؤكد أيضا فكرة المساواة بين الجنسين ونص على وحدة طبيعة العلاقة بينهما في قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ (71) } [التوبة: 71]·

وقد نعى  القرآن الكريم  أيضا على أهل الجاهلية تمييزهم بين الجنسين كما في قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ (59) } [النحل: 58 - 59]· 

وبيَّن أن للمرأة حقوقاً أساسية في الإسلام تتجاوز الحقوق التي تضمنتها وثائق الحقوق البشرية التي لا تساوي شيئا مع ما أقره الإسلام في شريعته الغراء ، وتشمل هذه الحقوق حقها في الأمومة، وحقها في أن يكون لها زوج تتبادل معه معاني السكن والمودة والرحمة، وحقها في أن يكون لها بيت تمارس فيه وظائفها الطبيعية، ويمكن إدراك مدى الظلم والإجحاف الذي يلحق بالمرأة إذا عاشت في مجتمع يحدد بالتقاليد أو بالقانون فرصتها في الحصول على هذه الحقوق· 

وأكد أن الإسلام حرص على صيانة المرأة ، حيث فرض عليها الحجاب، الذي يصفه أعداء الإسلام بأنه مظهر تخلف ورمز لاضطهاد الإسلام للمرأة أو نتيجة اضطهاد المسلم للمسلمة، وهي أقوال مستمرة لأصحاب هذه الحملة مع مرور الزمن الطويل· 

وأوضح أن معيار التفاضل بين الناس عند الله التقوى، فلا تمييز في الإسلام بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الموقع الجغرافي وهذا ما يميز الإسلام عن غيره.


أما يتعلق بالجنس فإن عدم التماثل بين الرجل والمرأة، يجعل من المعقول عدم تماثلهما في الوظائف، وقد راعى الإسلام ذلك في توزيع الوظائف والمسؤوليات بين الرجل والمرأة، ففي هذا المجال أقام بين الجنسين مساواة التكامل وليس مساواة التماثل، مبينا أن المرأة تعرضت في تاريخ البشرية للظلم وانتهاك حق المساواة بينها وبين الرجل التي كفلها لها الإسلام .

الأمومة لا يمكن أن تتحقق إلا بتحقق مقدماتها . . . وأعني بمقدماتها الإنجاب . . . والطفولة لا يمكن أن تولد من فراغ ، أو تنبثق من عدم . . . لا بد لها من أمومة . . . ومن هنا . . . يتأكد لدى البداءة في غير تعمل أو اعتساف ، أن تلازمًا جذريًا خالدًا ينهض بين الأمومة من جهة . . . والطفولة من جهة أخرى . . . ومن هنا يتحتم كذلك أن تتعانق المجالات وتتشابك ، فلا تقوم الحواجز الشاهقة بين طبيعة الحديث عن الأمومة . . . وطبيعة الحديث عن الطفولة . . .
قد يقال هنا : ليس من اللازم أن توجد الطفولة ليتحقق معنى " الأمومة " في الأنثى . . . فما أكثر ما رأينا عبر أجيال البشر ، ومراحل التاريخ من أمهات ، لم يعقبن ذكرًا ولا أنثى ، ومع ذلك فقد كن أمهات رائدات . . . أليست أمهات المؤمنين - مثلا - لنا أمهات . . . مع انحسام الروابط المادية بيننا وبينهن ؟ " . . . قد يقال هذا في مثل هذا الصدد . . . ولكنه لن يخرج عن أن يكون حيلة ذهنية بارعة ، تلفتنا عن الحقائق الموضوعية المنشودة في مثل ذلك البحث ، لتتوه في مجاهيل التربص الفكري ، الذي يترك الأعماق ويطفو على السطح في حركة رعاشة رعناء‍ !
نحن لا نجهل أن أمهات المؤمنين لنا أمهات . . . ولا نجهل كذلك أن كل أنثى في تاريخ البشر ، مهما كان لونها . . . أو جنسها . . . تتربع على عرش الأمومة " الروحية " للملايين . . . إذا استوت على أفق معين من آفاق التفوق الإنساني . . .

ولكننا هنا - في مثل هذا البحث - لسنا بصدد الحديث عن الأمومة بمعناها العائم الغائم ، وإنما نحن بصدد الحديث عن الأمومة " النوعية " التي تضم جناحيها على أفراخها الصغار ، ساكبة حنان قلبها في حنايا قلوبهم ، وناسلة ريش جناحها لتدفئ به قرهم ، وسافحة أيامها ولياليها على أصابع الزمن ، لترى - بعد رحلة ربداء - إلى أطفالها الصغار ، وقد استووا أيقاعًا . . . وتعملقوا رجالاً . . .

وإليك وصية من وصايا مصر القديمة يوجهها والد إلى ولده فيقول : " يا بني " ضاعف الخير لأمك ، واحملها إن استطعت كما حملتك . . فطالما تحملت عبئك ولم تلقه علي ، وعندما التحقت بالمدرسة وتعلمت الكتابة فيها . . واظبت دوني على الذهاب إليك فالطعام والشراب من دارها كل يوم ، فإذا شببت وتزوجت واستقررت في دارك فضع نصب عينيك كيف ولدتك أمك . وكيف حاولت أن تربيك بكل سبيل !!

هذه منزلة الأمومة . .  فهل كان للطفولة مثل هذه المنزلة ؟ أم أن الأمومة قد استأثرت بكل ما هنالك من عواطف الحب ، ومشاعر التكريم ؟ الذي نعرفه . . وتؤكده السواند التاريخية الصادقة ،  فإذا أحببت الأمومة وباركت خطواتها البيضاء . . فلأن تري فيها طبيعة الأرض المثمرة ، أو طبيعة الشجرة المزهرة ، أو طبيعة الأنثى التي تنبثق من أعماقها براعيم الحياة .

وفي هذه المدونة " اقرأ أنا مسلم " سوف نشرح لكم عن دور الامومة والطفولة في الاسلام وكيفية التعامل مها ’ وأيضا سنوضح احترام المرأة وإكرامها ، وإعزازها وتقديرها حق قدرها ، والنظر إليها من خلال مكانتها الكريمة ، ومنزلتها العظيمة التي وضعها الإسلام الحنيف فيها ، من عِفَّة وطهر وأدب ومثل سام ، ومسؤولية مقدَّسة كبرى في بناء جيل صالح مؤمن بالله جَلَّتْ عَظَمَتُه ، وبرسوله , لا كما هي حَالها في الغرب المتحلِّل مثلاً ، مفرغاً لِشَهَوات المستهترين ، وتسلية لِعَبَث المفسدين . 



Aucun commentaire: